في مقال نشره موقع أرض محرّك البحث الإلكتروني، كتب باري شوارتز -خبير كبير في تحسين محرّكات البحث- حول فعاليّة نظّمتها جوجل لمجموعة من منشئي المحتوى والتي تحدّث فيها فريق بحث جوجل، والذي جاء فيه:
تحديث خوارزميّة جوجل القادم، قادم قريبا، لكن لا تتوقَّع استرداد حركة المرور المفقودة
أقامت شركة جوجل حدثا لمنشئي المحتوى أمس، حيث تحدَّث المهندسون والمديرون التَّنفيذيُّون بشكل مباشر مع منشئي المحتوى الذين شهدوا انخفاضا في التصنيف.
ستصدر جوجل تحديثا جديدا للخوارزمية "قريبا إلى حد ما". ومع ذلك، لا ينبغي للعديد من المواقع التي تأثَّرت سلبا بالتَّحديثات السَّابقة أن تتوقَّع استعادة حركة المرور المفقودة بعد إصدار التَّحديث التَّالي.
تأتي هذه الأخبار من مؤتمر فعاليّة منشئي محتوى الويب الذي استضافته جوجل في جوجلبليكس لنحو اثني عشر منشئ محتوى انخفض ترتيب محتواهم في نتائج البحث على جوجل على مدار العام الماضي أو نحو ذلك.
النقاط الرئيسية: فيما يلي ملخص للنقاط التي شاركها الحاضرون في مؤتمر منشئي محتوى الويب:
- من المقرر إصدار تحديث جديد لخوارزمية جوجل قريبا.
- لم تَعِد جوجل الحاضرين بأيِّ تحسُّن مع هذا التَّحديث القادم.
- أقرت جوجل بوجود طرق لتحسين خوارزميتها لمكافأة منشئي المحتوى.
- ربما لم يكن المحتوى هو المشكلة في الموقع.
- تدرك جوجل أنَّ بعض المواقع الأكبر حجما تحاول التَّلاعب بترتيب البحث الخاصِّ بها.
- يعتقد بعض الحاضرين أن النَّتيجة هي أنَّهم بحاجة إلى الانتقال إلى مشاريع جديدة أو مختلفة.
- ومع ذلك، لا يزال بعض منشئي المحتوى يعملون على تحقيق التَّحسينات ويأملون فيها.
من حضر: حضر الحدث منشئو المحتوى وموظفو جوجل. يبدو أن هناك حوالي اثني عشر شخصا أو نحو ذلك من الحاضرين.
أعرف أن داني سوليفان وباندو ناياك وإليزابيث تاكر وغيرهم من المديرين التنفيذيين والمهندسين في جوجل كانوا هناك طوال اليوم أو جزء منه.
وكان من بين منشئي المحتوى مايك هارداكر من ماونتاين ويكلي نيوز ومورجان ماكبرايد من شارلستون كرافتد وروتليدج دوجيت من تيش رابتور وويليام بارتون الذي يكتب عن الملابس وداني أشتون من هاوسفريش (كان هناك آخرون لا أعرفهم).
ماذا قيل: نشر هارداكر ملخَّصا للحدث على مدوَّنته الشَّخصيَّة (شربت مشروب Kool-Aid في قمة جوجل لمنشئي محتوى الويب لعام 2024). كما نشر ماكبرايد بعض التعليقات من الحدث على منصة X.
لقد لخصت الكثير منه في المائدة المستديرة لمحرّك البحث، ولكن مع التَّحذير من أنَّني أقتبس من اقتباسات من حدث لم أحضره شخصيّا.
فيما يلي بعض الاقتباسات التي لفتت انتباهي:
-
"وفقًا لداني سوليفان، لم يكن "المحتوى" الخاص بي هو المشكلة عند الإشارة إلى ماونتاين ويكلي نيوز، لذا لا تدع تحديث المحتوى المفيد يجعلك تشكك تلقائيّا في محتواك." لذا، إذا لم يكن المحتوى هو المشكلة، فما المشكلة إذن؟ أعني، كان يُطلق عليه تحديث المحتوى المفيد.
-
"لا يمكنني أيضًا أن أقدم لك أي ضمانات بشأن التَّعافي أم لا، أعتقد أنه لن يكون من مسؤوليتي أن أقول هذا." لا يستطيع ناياك أن يَعِدَ بتعافي الموقع - الآن أو في أي وقت.
-
"لا أرى هذا مضيعة. أستطيع أن أرى أنك تفكر في هذا باعتباره مضيعة إذا لم تتعافى في فترة زمنية معينة، لكننا نجد هذا قيِّما للغاية لتوجيه العمل الذي نقوم به." كان هذا ردّا على سؤال حول ما هي فائدة الحدث إذا لم تتعافى هذه المواقع.
-
"سبتمبر لن يعود"، كان هذا شيئا نُقل عن سوليفان عندما سُئل عن إمكانية التَّراجع عن تحديث المحتوى المفيد. لن تتراجع جوجل، بل ستجري تحديثات وربما ستتعافى ببطء. "إن عملية التَّعافي من المرجَّح أن تكون تدريجيَّة أكثر ممَّا نأمل"، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن سوليفان قوله.
- فيما يتعلَّق بالمواقع الأكبر حجمًا التي تتلاعب ببحث جوجل، هناك هذا الاقتباس: "في نهاية اليوم، جاء أحد المهندسين وقال: "مرحبًا مايك، ما رأيك في فوربس؟" ابتسمت وقلت إنني لست من المعجبين بالطريقة التي تكتشف بها فوربس والمواقع الأخرى كيفية التلاعب بنظام جوجل، وكيف أنه ليس من الصحي لنظام الويب بأكمله أن تأخذ المواقع الكبيرة كل حصة الصوت من منشئي المحتوى المستقلين الأصغر حجمًا. وحقيقة أنه خصص وقتًا ليأتي ويتحدث معي كانت تتحدث كثيرًا. مرة أخرى اتضح أن جوجل تهتم وأعتقد أن فوربس سيتعرض لعقوبة أو اثنتين. أيا كان شكل العقوبة، فلا أحد يعرف".
اقتباسات حقيقية من موظفي جوجل. نشر هاردايكر أيضًا اقتباسات حقيقية حرفيًا من موظفي جوجل في الحدث:
- "ربما تحتاج جوجل إلى تحسين أدائها، فلا يوجد خطأ في مواقعك."
- "تفهم جوجل الاستعلامات السابقة في البحث."
- "E-E-A-T ليس لمنشئي المحتوى، بل هو لقرائك."
- "هل يتطابق موضوع الصفحة مع ما يبحث عنه الباحث."
- "عندما تعتقد أن هناك شيئًا معطلاً، يرجى إرسال الأشياء إلى داني."
- "لسوء الحظ، لا يمكننا إخبارك بكيفية عمل إشاراتنا."
- "يرجى الاستمرار في إرسال الملاحظات، فنحن نهتم حقًا ونستمع."
- "يريد الناس سماع الناس."
- "إلى الحد الذي نحاول فيه الحصول على نتائج من محتوى الذكاء الاصطناعي، أطلقنا سياسة جديدة في مارس حول هذا النوع من الأشياء، ولدينا دافع كبير لإظهار المحتوى الحقيقي."
_______
حتّى هنا، كان هذا نصّ ما جاء في مقال باري شوارتز، وحسب ما يبدو، من الممكن أن يكون التّحديث المقبل في جوجل شديدا إلى حدّ ما، لكن لن يكون بمثابة شدّة تحديث المحتوى المفيد الأخير الذي خسف بمجموعة واسعة من المواقع الإلكترونية، منها ما كان يُقدّم محتوى مفيدا ومنها ما كان يُقدّم محتوى مفيدا ورغم ذلك تضرّروا.
ربّما لن تتأثّر المواقع الإلكترونية التي تقدّم محتوى عالي الجودة، بدل ذلك، قد يتمّ خفض ترتيب المواقع الإلكتروني التي تقدّم محتوى منخفض القيمة.
كيف استنتجتُ هذا: بما أنّ عددا كبيرا من المواقع الإلكترونية التي تضرّرت بالتّحديثات الشّديدة الماضيّة لم تستعد ترتيبها ولم تتحسّن في التّحديثات التي وعدت فيها جوجل المواقع المتضرِّرة باستعادة ترتيبها، فما بالك بأنّ جوجل نفسها تقول أنّه لا وعود باستعادة المواقع الإلكتروني المتضرّرة ترتيبها في التّحديث التّالي والقريب.
من الممكن أن يتحسّن ترتيب بعض المواقع الإلكترونيّة، لكن ليس بسبب أنّ التّحديث كافأها أو ماشابه بشكل مباشر، وإنّما بإزالة نتائج البحث منخفضة الجودة التي كانت تتفوّق عليها، وبهذا ستصعد المواقع الإلكترونية عالية الجودة بشكل تلقائي لكن ليس بشكل مباشر كما من المفترض أن يحدث في العادة، وإنّما كأثر جانبي للتّحديث.
الله أعلم بما يجهّزه فريق بحث جوجل، وما ذكرتُه مجرّد توقّعات حسب ما فهمته مما يجري وبربض الحقائق والمعلومات بعضها ببعض.
هل تريد مناقشة الموضوع أكثر، يُمكنك المشاركة في التّعليقات، بدء مناقشة بخصوص تحسين محرّكات البحث من منتدى الدّعم العربي أو طرح سؤال في منتدى مساعدة مجموعة خدمات بحث جوجل.