تغيير رابط المقالات وتأثيره على الموقع الإلكتروني والأشخاص وتحسين محرّكات البحث | مدوّنة الدّعم العَربي

Slider

تغيير رابط المقالات وتأثيره على الموقع الإلكتروني والأشخاص وتحسين محرّكات البحث

تعرّف على تأثير تعديل رابط دون إعداد عمليّة إعادة التّوجيه خصوصا إلى كان الأمر فقط من أجل حل مشكلة "خطأ في إعادة التّوجيه" الوهميّة.

 إذا كنت حديث العهد بإدارة موقع إلكتروني وواجهتك مشكلة في فهرسة إحدى الصّفحات أو مشكلة تعذّر الجلب بسبب خطأ في إعادة التّوجيه الشّائعة مؤخّرا في جوجل سيرش كونسول أو مشكلة أخرى ذات صلة، وأَخبَرَك شخص أنّ تغيير أو تعديل رابط المقال هو الحلّ، فدعني أخبرك أنّه عليك التّفكير مرّتَين قبل اتّخاذ هذا الإجراء.

لماذا عليك التّفكير مرّتَين قبل اتّخاذ هذا الإجراء؟ الجواب ببساطة هو أنّ تغييرَ الرّابطِ تعديلٌ حسّاسٌ قد تترتّب عنه آثار سلبيّة في حال تمّ القيام به بطريقة غير دقيقة أو لغرض غير مفيد.

أمّا عن سبب كتابتي لهذه الصّفحة فيتمثّل في مصادفتي بعض الشّروحات التي تنصح بتغيير رابط المقالات فقط من أجل تجاوز مشكلة تعذّر الجلب خطأ في إعادة التّوجيه الوهميّة، حيث رأيت العديد من مشرفي المواقع الجدد يشتكون -بعد تغيير الرّابط- من عدم فهرسة الصّفحة أو من تزايد عدد صفحات 404 في تقرير الصّفحات المستبعدة، فقلتُ دعني أكتب مقالا حول حقيقة أنّ تغيير روابط المقالات لأغراض غير مفيدة قد تكون عواقبه وخيمة على الأشخاص والموقع الإلكتروني ومحرّكات البحث أيضا.

تأثير تعديل الرّوابط على الموقع الإلكتروني والأشخاص ومحرّكات البحث أيضا


حول الرّوابط

عناوين الويب أو عناوين URL أو الرّوابط: هي عناوين URL الفريدة للصّفحات على الويب، فريدة لدرجة أنّه لا توجد صفحتان تضمّان رابطا مطابقا. ويتكوّن الرّابط في العادة من البروتوكول، اسم النّطاق، الامتداد أو نطاق المستوى الأعلى والمسار.

يكتشف محرّك بحث جوجل الرّوابط عن طريق الزّحف إليها من خلال روابط أخرى موجودة بالفعل في الفهرسة، حيث يقوم بوضعها في قائمة للزّحف حتّى يزحف إليها ويكتشف صفحات أخرى من خلالها وهكذا.


حول المقصود بتغيير الرّوابط هنا

المقصود بتغيير الرّابط هنا هو استبدال بعض الكلمات أو الأحرف في مسار عنوان URL حيث يتمّ تجاهل الرّابط القديم ويتمّ الاعتماد على الرّابط الجديد فقط، دون إعداد عمليّة إعادة التّوجيه.

والمقصود هنا أيضا تعديل الرّابط دون إعداد عمليّة إعادة التّوجيه لسبب غير وجيه، فقط لأنّ هناك شروحات تقول أن عليك تغيير الرّابط لتحسين الفهرسة وليس تعديل الرّابط لجعله مفهوما أكثر للأشخاص وإعداد عمليّة إعادة التّوجيه.


ما الذي ينتج عن تغيير رابط الصّفحة

ببساطة واختصار، تغيير رابط الصّفحة دون إعداد عمليّة إعادة التّوجيه بمثابة حذف الصّفحة، بمعنى لن يتمّ العثور عليها من طرف الخادم وسيعرض "صفحة 404"، وفي حال كان الموقع يعيد التّوجيه بشكل تلقائي إلى الصّفحة الرّئيسية أو صفحة أخرى غير ذات صلة بمحتوى الصّفحة التي تمّ تغييرها فقد تكون هذه مشكلة أخرى. وحتّى إذا تمّ تغيير الرّابط لسبب غير مفيد وتمّ إعداد عمليّة إعادة التّوجيه بشكل صحيحا فإنّ ذلك يُعتَبَر مضيعة للوقت.  وفي ما يلي بعض من الأمور السّلبية التي تنتج عن تغيير الرّابط:


تأثير تغيير الرّابط على الموقع الإلكتروني

تغيير الرّابط دون إعداد عمليّة إعادة التّوجيه يخلق روابط داخليّة معطّلة في الموقع الإلكتروني بمعنى وجود رابط لصفحة معطّلَة على صفحات أخرى من الموقع الإلكتروني بحيث يُؤدّي النّقر عليها إلى ظهور صفحة 404، ونظرا لأنّ وجود روابط داخليّة معطّلة ليس صحّيّا للموقع الإلكتروني فإنّ عمليّة تغيير الرّابط تؤدّي إلى زيادة نسبة هذه الرّوابط الدّاخليّة المعطّلة.

بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن ننسى القيمة التّاريخيّة للصّفحة التي سيتمّ فقدانها عند تغيير الرّابط، لأنّه عند تغيير الرّابط يتمّ اعتبار الصّفحة جديدة، وهذا ليس بالضّرورة أمر جيّد دائما.


تأثير تغيير الرّابط على الأشخاص

عند تغيير رابط صفحة ما دون إعداد عمليّة إعادة التّوجيه، لن يتمكّن الأشخاص من الوصول إلى المحتوى على الصّفحات التي احتفظوا بروابطها أو شاركوا هذه الرّوابط مع أصدقائهم على الخاصّ.


تأثير تغيير الرّابط على محرّكات البحث

يتعامل محرّكات البحث مع الصّفحة التي تمّ تغيير رابطها -دون إعداد عمليّة إعادة التّوجيه- على أنّها صفحة محذوفة، لأنّه عند محاولة الوصول إليها من خلال قائمة الزّحف، سيجد انّها تؤدّي إلى صفحة 404، من الجهة الأخرى سيعتبر الرّابط الجديد على أنّه صفحة جديدة سيتّبع معها خطواته المعتادة، بحيث يجب أن يكتشفها أولا ثم الاحتفاظ برابطها في قائمة الزّحف، ثم بعد ذلك الزّحف إليها وتقرير ما إذا كان سيفهرسها أم لا.

هناك مشكلة أخرى يسبّبها تغيير رابط الصّفحات دون حاجة، وهو استنزاف ميزانية جوجل للزّحف إلى الموقع الإلكتروني. أقصد سيكتشف محرّك البحث بعض الصّفحات من الموقع الإلكتروني، ويقوم بإدراجها في قائمة الزّحف، وسيخصّص جزءا من وقته للزّحف إليها، وعندما سيحين الوقت وسيُحاول الزّحف إليها سيجد أنّها محذوفة.


متى يُمكن تغيير رابط الصّفحة (نصيحة)

لا يعني المحتوى على هذه الصّفحة أنّه يُمنع تعديل الرّوابط، لأنّه لو كان الأمر كذلك لما كان من المنطقيّ وجود خيار تعديل الرّوابط، لكن على الأقلّ يجب أن يكون تغييره لغرض معقول، على سبيل المثال من أجل تصحيح الرّوابط التي تضمّ أخطاء إملائية أو معلومات غير صحيحة أو غير واضحة أو لغرض توحيد تنسيق مجموعة من الصّفحات.

لكن تغيير رابط الصّفحةِ وحدَه لغرض غير وجيه ليس ممارسة جيّدة، وسينتج عنه مجموعة من الأمور التي قد تعود بالسّلب على الموقع الإلكتروني والأشخاص ومحرّكات البحث ما لم يتمّ إعداد عمليّة إعادة توجيه دائمة (301) من الرّابط القديم إلى الرّابط -المعدَّل- الجديد.

_______

في الختام، ليس تغيير الرّوابط أمرا سيّئا، بل يكون مفيدا في الحالات التي يكون فيها تغييرها أمرا مطلوبا، بينما في حالات أخرى مثل تغيير الرّابط من أجل حلّ مشكلة خطأ في إعادة التّوجيه الوهميّة فهذا شيء يجب الحذر منه.

وفي حال كنت تعتقد أنّ هذا غير صحيح أو كان لديك رأي آخر فحاول إقناعي في مناقشة في منتدى الدّعم العربي ضمن قسم تحسين محرّكات البحث، في التّعليقات أو على مجموعة جوجل سيرش كونسول بالعَربي على فيسبوك.

وهذا كلّ ما في الأمر
🤛🏽 🤜


0

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

شارك رأيك مع مدوّنة الدّعم العَربي! يرجى الالتزام بقواعد التعليقات. التعليقات التي تحتوي على إساءة أو تشهير أو دعاية أو محتوى مسيء لن يتم نشرها بعد المراجعة اليدويّة.

blogger

منشئي المحتوى

حقوق الطّبع والنّشر, معاملات مالية, معلومات
© جميع الحقوق محفوظة
مع كلّ محمد الورياغلي